مهنة التعليم.. مهنة الأنبياء

منذ القدم، والنظرة للمعلم نظرة تقدير وتبجيل، وعلى أنه صاحب رسالة مقدّسة وشريفة على مر العصور، فهو معلّم الأجيال، ومربّيها، وإذا أمعنّا النظر في معاني هذه الرسالة المقدّسة، والمهنة الشريفة خلصنا إلى أن مهنة التعليم الذي اختارها المعلم، وانتمى إليها إنّما هي مهنة أساسية، وركيزة هامّة في تقدم الأمم وسيادتها.. وتُعدُّ مهنة التعليم رسالة رفيعة الشأن، عالية المنزلة، تحظى باهتمام الجميع، لما لها من تأثير عظيم في حاضر الأمة ومستقبلها، ويتجلّى سمو هذه المهنة ورفعتها في مضمونها الأخلاقي الذي يحدد مسارها المسلكي، ونتائجها التربوية والتعليمية، وعائدها على الفرد، والمجتمع، والإنسانية جمعاء.. وبديهي أن تستمد الأمم والمجتمعات أخلاقيات المهنة من قيمها ومقوماتها، ونحن -بفضل الله- نستمد أخلاقيات المهنة من عقيدتنا الإسلامية المقررة في القرآن الكريم، والسُّنَّة المطهرة، ورسول الله قدوتنا ومعلمنا في هذا الشأن.
فالتعليم مهنة «ربانية»، الله علَّم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم.. وعلّم آدم الأسماء كلها، وبعث الرسل معلّمين، والمعلم يتعامل مع أشرف ما في الإنسان: عقله، ويعطيه من نتاج فكره.. فالتعليم هي المهنة التي لا يمكن أن يستغني عنها الإنسان.
الحمد لله الذي شرّفنا بالعمل في التربية والتعليم، وتحديدًا في الميدان، وحمل رسالة عظيمة، تربوية، علمية، إيمانية، قدوتنا فيها المربي الأول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، الذي صنع الرجال والعلماء من بعده، وتاريخنا العربي والإسلامي يزخر بأشهر المربين والعلماء كان لهم أطيب الأثر في كل زمان ومكان، شاعرًا بكثير من الاعتزاز والفخر لانتمائي إلى مهنة هي أشرف المهن، وصناعة هي أكرم الصناعات، لاسيما وأنها رسالة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.
محمود علي العليان